الإندبندنت ..أردوغان يخاطر بفقدان السلطة مع بلوغ أهم انتخابات في البلاد ذروتها

الإندبندنت ..أردوغان يخاطر بفقدان السلطة مع بلوغ أهم انتخابات في البلاد ذروتها 



استحوذت الانتخابات التركية والقلق الغربي من فوز رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة على اهتمام الصحف البريطانية.

ففي صحيفة الإندبندنت أونلاين، كتب بورزو دراغاهي مقالا بعنوان "أردوغان يخاطر بفقدان السلطة مع بلوغ الانتخابات الأكثر أهمية في تركيا إلى ذروتها".

يقول الكاتب إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية شديدة التنافسية التي تنطلق الأحد ويشارك فيها عشرات الملايين من الأتراك "سيكون لها تأثير عميق على كل من تركيا والسياسة العالمية".

ويضيف أن المنافس الرئيسي لأردوغان، كمال كيليجدار أوغلو، الذي أسس حملته الانتخابية على وعد بعكس "التحول الاستبدادي" للبلاد في عهد الرئيس أردوغان وتحسين الاقتصاد، يُعد أكبر تهديد لأردوغان منذ 20 عاما في السلطة وحتى الآن.


وبحسب بعض استطلاعات الرأي الأخيرة، يشير الكاتب إلى أن كيليجدار أوغلو يتقدم على أردوغان وأنه سوف يحصل على أكثر على أكثر 50 في المئة من الأصوات، وهو ما يكفي لمنحه أغلبية ضئيلة في الجولة الأولى من التصويت، وتجنب جولة الإعادة في 28 مايو/ أيار.



 ومع ذلك، فإن هذه الاستطلاعات لا تشمل أصوات 1.7 مليون تركي يقيمون في الخارج، ممن فضلوا بشكل عام أردوغان.ويوضح دراغاهي أن الضغوط الاقتصادية الحادة والمخاوف بشأن ميول أردوغان "الاستبدادية" بين الناخبين الشباب والليبراليين قد تساعد في تعزيز حظوظ كيليجدار أوغلو. لكنه يقول إن "صورة أردوغان القوية لا تزال سائدة بين العديد من الناخبين الأكبر سنا".

وينقل الكاتب عن سونر جابتاي، الخبير التركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله إن "إذا فاز أردوعان في هذه الانتخابات فلن يكون ذلك على أساس سجل من الحكم الجيد، ولكن بسبب ما يفرضة الواقع الذي تسيطر فيه القوات الموالية لأردوغان على 90 في المئة من وسائل الإعلام".

ويرى الكاتب أن صدى نتيجة التصويت سوف يتردد على الصعيد العالمي. فتركيا من دول مجموعة العشرين ولديها ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو، وهي العمود الفقري لأمن البحرين الأبيض المتوسط والأسود وهو ما يعطيها إمكانية القيام بدور سياسي رئيسي في الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويقول إن الانتخابات تحولت بالفعل إلى شيء من التنافس بين المعسكرين العالميين المختلفين. ويضيف أن "دولا استبدادية مثل روسيا والسعودية وأذربيجان تدعم أردوغان علنا، بينما تشيد الأصوات المؤيدة للديمقراطية في الغرب بانتصار محتمل لكيليجدار أوغلو".

"استراتيجية الأمل والخوف"وفي صحيفة الفايننشال تايمز، كتب آدم سامسون وآيلا جان ياكلي من اسطنبول، مقالا بعنوان "رجب طيب أردوغان يكافح من أجل البقاء باستراتيجية الأمل والخوف".

يقول الكاتبان إن أردوغان عندما قاد حزب العدالة والتنمية لأول مرة إلى النصر، استخدم حملة الخوف والأمل: وعد بنهضة اقتصادية وإنقاذ تركيا من السياسيين المتنافسين الذين جلبوا "الفقر والمجاعة والجوع".

وبعد عقدين من الزمان، يضيف كاتبا المقال، يطبق الرئيس التركي الإستراتيجية نفسه، لكنه هذه المرة "يقاتل من أجل حياته السياسية بينما تغرق البلاد في أزمة تكلفة معيشية عميقة يقول الكثيرون إنها من صنعه".

ووفقا لأسلوبه الشعبوي والمثير للانقسام، بحسب المقال، كانت إستراتيجية حملته قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية "هي إطلاق الخطابات ضد خصمه، وربط مصير الأمة بمصيره، وتخصيص العديد من الهبات الحكومية، بما في ذلك رفع أجور القطاع العام فقط، قبل أيام من التصويت".

ويسعى أردوغان، الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات، لولاية ثالثة كرئيس، ويواجه بالفعل معارضة أكثر تماسكًا منذ سنوات. ويقود كيليجدار أوغلو ائتلافًا من ستة أحزاب متفرقة متحدة في سعيها للإطاحة بالرجل القوي، الذي يلومونه على إغراق الاقتصاد بسياسات غير تقليدية، أدت إلى تضخم بنسبة 40 في المئة وتدني سعر الليرة إلى أدنى مستويات قياسية.

لكن حتى المنتقدين وأعضاء المعارضة يقرون بأن أردوغان "لا يزال أحد السياسيين الأكثر شعبية في تركيا في دولة شديدة الاستقطاب".

ويقول الكاتب إن الرئيس التركي نجا من محاولة انقلاب فاشله، وشن حملة تطهير واسعة النطاق استهدفت الجيش والخدمة المدنية والأوساط الأكاديمية والمعارضة الكردية، وعزز سيطرته على جميع أذرع الدولة منذ استبدال الديمقراطية البرلمانية في تركيا برئاسة تنفيذية قوية للغاية.

ويشير سامسون وياكلي إلى أن "كثيرين يتساءلون الآن داخل تركيا وخارجها: كيف سيستجيب الرجل القوي، لإرادة الشعب إذا خسر".

إرسال تعليق

أحدث أقدم