أجبر البلاد للذهاب إلى جولة انتخابية ثانية ولُقب ب”صانع الملوك”.. من هو سنان أوغان

أجبر البلاد للذهاب إلى جولة انتخابية ثانية ولُقب ب”صانع الملوك”.. من هو سنان أوغان




كانت أغلب استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات التركية تشير إلى أن مرشح تحالف “الأجداد”، الذي يضم حزبي “النصر” و”العدالة”، لن يتجاوز نسبة 3 %، إلا أنه ومع نهاية الجولة الأولى فجر “أوغان” مفاجئة من العيار الثقيل بحصوله على نسبة 5.17% من مجموع الأصوات، مما أجبر البلاد إلى الذهاب جولة انتخابية ثانية لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية”.


المولد والنشأة
ولد سنان أوغان (Sinan Oğan) في الأول من سبتمبر/أيلول 1967، في مدينة “أيدر” التركية، وهو أصغر أبناء مزارع فقير من أصول أذربيجانية.
وقد عاش أوغان طفولته في مسقط رأسه وسط ظروف مادية صعبة، اضطر معها أن يعمل في الرعي والعديد من الوظائف الأخرى ليتمكن من العيش وإتمام تعليمه الأساسي.

الدراسة والتكوين العلمي
درس أوغان المراحل الأساسية في مدينة أيدر، ثم انتقل إلى مدينة إسطنبول عام 1985 لإتمام دراسته الجامعية، حيث تخرج من كلية إدارة الأعمال بجامعة مرمرة الحكومية عام 1989.
ثم واصل تعليمه في الجامعة نفسها، وحصل على شهادة الماجستير من كلية القانون المالي والبنوك عام 1992، وقدم أطروحة بعنوان “التحليل الهيكلي للقطاع الاقتصادي والمالي في أذربيجان”.
وغادر إلى روسيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO) عام 2009.

وعاد إلى تركيا عام 2000، وبدأ بإجراء أبحاثه ودراساته من خلال مكتب الدراسات القوقازية التابع للمركز الأوراسي للدراسات الإستراتيجية (ASAM).

تجربته السياسية
كان أوغان على اتصال وثيق بالسياسة منذ سنوات الدراسة، وخاصة القضايا التي تتعلق بالقومية التركية، لفكره القومي الداعم للتقارب والتعاون بين الشعوب المتحدثة باللغة التركية.


وفي عام 1990، نظم تجمعا كبيرا في ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول، تنديدا بالمذبحة التي قام بها الجيش السوفياتي ضد متظاهرين أذربيجانيين في 20 يناير/كانون الثاني من العام نفسه.




وكان على اتصال بأبي الفضل إلجي بيك (الرئيس الثاني لأذربيجان) قبل حل اتحاد الجمهوريات السوفياتية، وعمل في مكتبه لفترة عام 1991 بعد استقلال أذربيجان.



ودفعه توجهه القومي للعمل السياسي تحت مظلة حزب “الحركة القومية” التركي، وكان يقدم الدعم المعلوماتي لرئيس الحزب دولت بهتشلي منذ عام 2006، من خلال التقارير والتحليلات التي أعدها حول قضايا السياسة الخارجية والأمن

“الجذور قومية”
في عام 2011 انتخب أوغان نائبا لإغدير، وهي المحافظة الوحيدة التي فاز بها “حزب الحركة القومية” في انتخابات 2011، وعلى إثر ذلك دخل البرلمان.



أعلن ترشحه لرئاسة “حزب الحركة القومية” عام 2015، لكنه طرد بعد ذلك.
وظل يغرّد منفردا إلى أن انخرط في “حزب النصر” الذي يتزعمه، أوميت أوزداغ، بينما أعلنه الأخير بنفسه كمرشح رئاسي عن “تحالف الأجداد”، بعد تمكنه من جمع أكثر من 100 ألف توقيع، كشرط للترشح لمنصب الرئيس.



في الوقت الحالي ما يزال أوغان رئيس مركز “تركسام” ويواصل عمله السياسي الأخير “بما يتماشى مع المثل الأعلى للقومية التركية”.
ويصرح بأنه “لن يترك القوميين الأتراك بدون مرشح رئاسي”، وفق ما يرد في سيرته الذاتية.

ما هو برنامجه الانتخابي؟
“لا يملك أوغان المال بل لديه القوة” وفق ما يقول لوسائل الإعلام التركية، ولهذا السبب كان قد نشر عبر موقعه الرسمي حسابات بنكية من أجل التبرع، ولكي يكون قادرا على الدفع بحملاته الانتخابية.


يعد أوغان في حال فوزه بمنصب الرئيس بنقل البلاد إلى النظام البرلماني في نهاية السنوات الخمس الأولى، بالإضافة إلى “تشكيل اقتصاد إنتاجي، ودعم الديمقراطية وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان”.


ومع ذلك فإن أبرز ما يتصدر حملاته الانتخابية هي ملف اللاجئين السوريين في البلاد، ولطالما كرر وعده بإعادتهم، والسير على ذات الخطا التي يسير عليها زعيم “حزب النصر”، أوميت أوزداغ.
ويعتبر أيضا أن “قضية الهجرة لها عواقب أمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية”، وأن “المجتمع التركي لا يريد اللاجئين”.


“بدأنا بفواصل 3 في المئة، 5 في المئة، 7 في المئة. نحن حاليا في نطاق 7-9 بالمئة، وسنصل إلى نطاق تصويت 9-16 ثم 16-30 وما فوق”، حسب ما أوضح المرشح الرئاسي في رده على سؤال يتعلق بقاعدته التصويتية.


وعن سياسة تركيا الخارجية في حال كسب الرئاسة يشير إلى أنه “سيعيد ما هو حق لنا على الساحة الدولية”، بقوله: “سنستعيد كل من الجزر والصخور التي تم تسليمها إلى اليونان. سيكون أساس سياستنا الخارجية هو سياسة تركز على التجارة الخارجية”.

من سيدعم في الجولة الثانية؟
صرح أوغان أن دعمه لأحد المرشحين له أربعة خطوط حمراء، أولها أن تظل المواد الأربعة من الدستور التركي كما هي، والتي تنص على أن تركيا دولة قومية علمانية وديمقراطية وموحدة، ولغتها الرسمية الواحدة التركية.


والثاني، إعادة اللاجئين إلى بلدانهم، والثالث، تغيير السياسات الاقتصادية، وأخيراً، الكفاح ضد الجماعات الإرهابية يجب أن يستمر.


وقال “ميدل إيست أي”، إنه “في ظاهر الأمر، هذه المطالب يمكن أن يلبيها كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو”، إلا أن الأستاذ في جامعة إسطنبول أكد أنه لا يمكن أن يصوت الذين اختاروا سنان أوغان لواحد من المرشحين.


وأشار كايا إلى أن “الأحزاب السياسية التي تدعم أوغان حصلت على أقل من 2.5 %، وهذا يعني أنه استدرج أصوات الناخبين المحتجين، الذين يتصرفون بشكل مستقل”، مضيفاً أنه “بدلاً من ذلك، ستذهب أصواته في المدن التي يصوت عليها أردوغان إلى أردوغان، وفي المدن التي يهيمن عليها كليتشدار أوغلو ستذهب إلى كليتشدار أوغلو”.


وكان أوغان قد قال إنه سيدعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة إذا وافق على عدم تقديم تنازلات إلى الحزب المؤيد للأكراد، إلا أنه مع ذلك، فإن إبعاد كليتشدار أوغلو نفسه عن الحزب المؤيد للأكراد سيكون كارثياً، حيث حقق فوزاً كبيراً في المدن التي يهيمن عليها ذلك الحزب.


وأشار “ميدل إيست أي” إلى أن “المغازلات قد بدأت بالفعل”، حيث أفادت الأنباء أن كليتشدار أوغلو ونائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” بن علي يلدرم أجريا مكالمات هاتفية مع أوغان بعد صدور نتائج الانتخابات.


والاثنين، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، أحمد ينار، إجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 أيار/ مايو الجاري بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو.


وقال ينار خلال مؤتمر صحفي، إن أردوغان حصل على 49.51% من الأصوات، في حين حصل كليتشدار أوغلو على 44.88% بحسب النتائج غير النهائية.

وأكد أن إعلان النتائج غير الرسمية جاء عقب الانتهاء من فرز جميع الصناديق واحتساب أصوات الاقتراع في الخارج، حيث بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات داخل البلاد 88.92%، فيما بلغت 52.69% خارجها.


إرسال تعليق

أحدث أقدم